الأكل الانتقائي
يعد الأكل الانتقائي – picky eaters أحد أنواع صعوبات التغذية؛ حيث لا يكون لدى الشخص الرغبة في تناول الأطعمة المألوفة، أو تجربة أطعمة جديدة.
تعد هذه المشكلة شائعةً لدى الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة، وقد ينشأ عنها سوء التنوع الغذائي خلال فترة الطفولة، وبالتالي ينشأ لدى الأهالي قلق تجاه النتائج السلبية المحتملة والمرتبطة بالصحة.
أسباب اضطراب الأكل الانتقائي
يوجد العديد من الأسباب التي تؤدي إلى حصول اضطراب الأكل الانتقائي، ومن بينها:
- صعوبات التغذية المبكرة، وقد تحصل نتيجة مشاكل صحية معينة.
- الضغط على الطفل لتناول وجبات الطعام.
- إتاحة المجال للطفل لاختيار أصناف الطعام في عمر مبكر.
نتائج مشكلة الأكل الانتقائي
يوجد العديد من النتائج المحتملة لمشكلة الأكل الانتقائي، ويعد من أبرزها:
- قلة تنوع أنواع الطعام، وحصر ذلك في أصناف محددة.
- إحتمال حصول نقص في بعض الفيتامينات والمعادن.
- إمكانية حصول بعض صعوبات النمو لدى الأطفال.
هل تعد هذه المشكلة مكتسبة أم يولد الطفل بها؟
قد يتساءل العديد من الأهالي ما إذا كان اضطراب الأكل الانتقائي لدى الأطفال مشكلة مكتسبة، أم أن الطفل يولد بها، ويمكن القول أنه وبشكل عام فإن الطفل يكون أكثر حساسية تجاه كلّ من حاسة الشم والتذوق واللمس، مما ينتج عنه هذه المشكلة.
إلا إنه وعلى الرغم من ذلك فإنه يمكن تطوير عادات الطفل الغذائية؛ حيث إنه يتأثر بالبيئة المحيطة بشكل عام، والوالدين بشكل خاص، ويمكن الحصول على استشارة غذائية للحصول على مساعدة في ذلك.
هل يؤثر اضطراب الأكل الانتقائي على الدماغ؟
لمعرفة الإجابة على هذا السؤال فإنه في البداية يجب معرفة أن الدماغ يحتوي على المليارات من الخلايا العصبية التي تؤدي دوراً حيويّاً في قدرة الجسم على العمل والتواصل، كما تساعد الجسم والعقل بالعمل بسلاسة، وهي تحصل على الطاقة من الطعام.
ومن جهة أخرى فإن عدم حصول الشخص على العناصر الغذائية المناسبة قد يؤدي إلى مشاكل في معالجة الدماغ، وقد يؤدي أيضاً إلى حالات مزاجية غير طبيعية، أو مشاكل في الإدراك أو السلوك أو التفكير.
وينتج ذلك كله عن حصول نقص في العناصر الغذائية على جانبي الدماغ، الناتجة عن الحساسيّات الغذائية أو النظم الغذائية غير الكافية، كما من الممكن أن يؤدي ذلك أيضاً إلى اختلال وظيفي إدراكي، وغالباً ما يحصل ذلك في النصف الأيمن من الدماغ.
هل يقتصر اضطراب الأكل الانتقائي على الأطفال؟
لا، من الممكن أن يحصل هذا الاضطراب لدى البالغين أيضاً؛ حيث يحصل للأشخاص الذين تعرّضوا إلى ضغوط من الوالدين على تناول الطعام، أو الذين جعلوا وقت الطعام مرهقاً لهم، كما من الممكن أن يكون ذلك نتيجة تجربة سلبية مع الطعام مثل الاختناق.
ما هي مسؤولية الوالدين لحل هذه المشكلة؟
يوجد مجموعة من الأمور التي يمكن للوالدين القيام بها لحل هذه المشكلة، ويمكن مشاهدة هذا الفيديو للتعرف على تغذية الطفل الانتقائي.
ويعد من أبرز الحلول التي يمكن اتباعها:
- تقديم مجموعة منوّعة من الأطعمة المناسبة: يجب ألا يقتصر الطعام الذي يتم تقديمه على ما يفضله الطفل، وإنما يجب أن يحتوي على مأكولات منوّعة وجديدة.
- التقليل من المشروبات عالية السعرات: ينبغي تجنب تقديم المشروبات العالية بالسعرات الحرارية سواءً قبل أو أثناء تناول الوجبة؛ حيث إنها تؤدي إلى الشبع، مما يؤثر على أكل الطفل، لذا فإنه يجب تحديد وقت شربها وكميتها.
- وضع جدول للوجبات: ينبغي تحديد وقت لكل وجبة من وجبات الطعام، بالإضافة إلى موعد للوجبات الخفيفة، وبذلك يعتاد الطفل على تناول وجبة في فترة 2 – 3 ساعات، وعند رفضه لإحدى الوجبات فإن عليه الانتظار إلى موعد الوجبة التالية.
- جعل بيئة الطعام ممتعة: يجب أن يكون وقت الطعام ممتعاً، كما يجب أن يكون المكان نظيفاً، وينبغي التقليل من مصادر الإلهاء كالتلفاز والهاتف.
- المراوغة في تقديم الطعام: يحب الطفل تنوّع الأشكال والألوان في صحنه؛ فعلى سبيل المثال من الممكن ألا يأكل السندويش العادي بينما يمكن أن يتناول الساندويش المقطع إلى مثلثات، ويحتوي على بعض الخضار.
- عدم تقديم الحلوى بشكل دائم: في العديد من الأحيان يقدم الأهل الحلوى مع الوجبة عندما يرفض الطفل الأكل، إلا إن ذلك لا يعد حلاً لهذه المشكلة.
حلول يمكن اتّباعها لحل المشكلة عند البالغين
بشكل عام فإنه لا يوجد نصيحة واحدة تناسب الجميع للتغلب على هذه المشكلة، كما لا يوجد العديد من الأبحاث المرتبطة بالمشكلة عند البالغين، نظراً لكونها أكثر شيوعاً لدى الأطفال.
إلا إنه من الممكن للوالدين اتباع بعض النصائح، مثل تقليل كمية الوجبات الخفيفة والمشروبات، وبالتالي يكون الشخص أكثر جوعاً عند موعد الوجبة الرئيسية.
ما هو دور أخصائي التغذية لحل هذه المشكلة؟
يتمثّل دور أخصائي التغذية في التحقق من أن الطفل يحصل على العناصر الغذائية الأساسية، مثل البروتين والألياف والحديد والكالسيوم، التي يحتاجها للنمو والتمتع بصحة جيّدة.
كما أنه يقدم للوالدين العديد من الاقتراحات المرتبطة بطرق تعزيز تغذية الأطعمة التي يتناولها الطفل، ويقدم خطة حول كيفية تقديم أطعمة جديدة له.
كما أنه يقدم المساعدة اللازمة في التخطيط لوجبات الطعام المدرسية بشكل متوازن، ويساعد في قراءة الملصقات الغذائية، ويمكن الحصول على حمية غذائية أربع حميات – د.ربى مشربش لحل هذه المشكلة.
رهاب الطعام
يطلق اسم رهاب الطعام – neophobia على الخوف الذي يشعر به الشخص تجاه أي أكل جديد أو غير مألوف، وهو يعد من المراحل الطبيعية في نمو الطفل؛ حيث تتراوح نسبة الأطفال المعرّضين له ما بين 50 – 70%.
ويحصل ذلك عادةً في المرحلة العمرية ما بين 2 – 6 سنوات، ثم يزول ويختفي مع نمو الطفل، وعلى الرغم من ذلك فإنه من الممكن أن يستمر حتى مرحلة البلوغ.
الفرق بين رهاب الطعام والأكل الانتقائي
يجب التفريق بين الأشخاص الانتقائيين؛ أي الذين يرفضون الطعام غير المألوف أو المألوف نتيجة عدم حبهم للمذاق، والأشخاص الذين يعانون من الرهاب وبالتالي فإنهم يرفضون الطعام غير المألوف فقط.
وتعد العوامل التي ساهمت في حصول كلا المشكلتين أحد أوجه الشبه؛ حيث إنه غالباً ما يكون الطفل قد تعرَض للضغط في طفولته لتناول الطعام، كما أن العوامل الشخصية وممارسات الوالدين والتأثيرات البيئية ساهمت في ذلك أيضاً.
وبشكل عام فإنه يجب التنويه إلى أنه لم يتم العثور على علاقة تربط ما بين حالة الوزن، واضطراب الأكل الانتقائي أو رهاب الطعام حتى الآن.
كيف يمكن مساعدة الطفل المصاب برهاب الطعام
في حال لاحظ الوالدين شعور الطفل بالخوف والنفور من تناول أو تذوّق الأطعمة الجديدة، فإنه يوجد العديد من الأمور التي يمكن لهم القيام بها، ويجب الأخذ بعين الاعتبار أن ذلك يعد أمراً طبيعيّاً على الأغلب، وغير ناتج عن خطأ من الوالدين.
ومن الأمور التي يُنصح الأهل بالقيام بها لمساعدة الطفل في حال المشكلة؛ حيث إنها عبارة عن تفاعلات غذائية تساعده في اكتساب الثقة، والاستعداد لتجربة طعام جديد ما يلي:
- الأكل أمام الأطفال على نفس الطاولة.
- إعطائهم العديد من الفرص لتجربة الطعام ولمسه، وتذوقه دون بلع.
- طلب مساعدة الطفل في الطهي، وغسل الخضروات، واختيار الطعام من السوبر ماركت، ولمس الطعام لمعرفة ما إذا كان بارداً أو حاراً.
المراجع
Say Goodbye to Picky Eating! – Unlock Food
Picky/fussy eating in children: Review of definitions, assessment, prevalence and dietary intakes – PubMed (nih.gov)
Picky eating in children: causes and consequences – PMC (nih.gov)
Food neophobia | alimentarium
Picky Eaters | Patient Education | UCSF Benioff Children’s Hospitals (ucsfbenioffchildrens.org)
Sci-Hub | Food neophobia and “picky/fussy” eating in children: A review. Appetite, 50(2-3), 181–193 | 10.1016/j.appet.2007.09.009
Association of Picky Eating and Food Neophobia with Weight: A Systematic Review – PMC (nih.gov)