السمنة

02فبراير

ماهي السمنة؟

تعد السمنة أحد الأمراض المعقدة التي تزيد فيها كمية الدهون في الجسم بشكل مفرط، ولا تعد مصدر قلق بشأن المظهر الجمالي فقط، وإنما تعد مشكلة صحية قد تزيد من عوامل الإصابة بالعديد من الأمراض، مثل أمراض القلب والسكري وارتفاع ضغط الدم وبعض أنواع السرطان.

مؤشر كتلة الجسم

عادةً ما يتم استعمال هذا المؤشر لتشخيص السمنة؛ حيث يعتبر أداة يتم من خلالها فحص الوزن الزائد، ومقارنة مؤشر كتلة الجسم مع الوزن والطول.

وهو عبارة عن ناتج قسمة الوزن على مربع الطول بالمتر؛ أي الوزن ÷ الطول ^2، ويتم التصنيف على النحو التالي:

الكتلة أقل من 18.5 يكون وزن الشخص أقل من الطبيعي.
الكتلة ما بين 18.5 – 24.9، يكون وزن الشخص طبيعي.
الكتلة تتراوح ما بين 25 – 29.9، يوجد زيادة في وزن الشخص.
الكتلة أعلى من 30، يعاني الشخص من السمنة المفرطة.

كيف تؤثر السمنة على الصحة؟

يوجد العديد من الأمراض التي تنتج عن السمنة، ويعد من أبرزها:

السكري من النوع الثاني.
أمراض القلب.
ارتفاع الكوليسترول.
الجلطات.
الموت المبكر.
الاكتئاب.
انخفاض القدرة على الإنجاب.

أسباب السمنة

ترتبط أسباب السمنة بالعديد من العوامل؛ حيث يوجد العديد من الأمور التي تؤدي إلى اكتساب الوزن الزائد، ويعد من أبرزها:

أنماط الأكل.
مستوى النشاط البدني.
ساعات النوم.
المحددات الاجتماعية.
الوضع الصحي.
الجينات.
تناول بعض الأدوية، وفي هذه الحالة يمكن الحصول على استشارة غذائية للالتزام بنظام غذائي مناسب للوضع الصحي.

دور الجينات في السمنة

يعد العامل الوراثي واحداً من العوامل الأساسية التي تزيد من احتمالية اكتساب الوزن الزائد بشكل كبير؛ حيث أثبتت بعض الإحصائيّات أن نسبة إصابة الأبناء بذلك لا تتجاوز 70% في حال لم يكن الوالدان سمينان.

ومن جهة أخرى فإن النسبة تزداد لتصل إلى 40% في حال كان أحد الوالدين سميناً، كما تزداد لتبلغ 80% في حال كام كلا الوالدين سميناً.

وترث الفتيات من الأمهات ملامح وشكل الجسم؛ حيث تنتقل الجينات والهرمونات من الأم إلى ابنتها، كما تعد الوراثة من العوامل المسؤولة عن بعض العادات الصحيّة، مثل رغبة الشخص في تناول بعض المأكولات.

بالإضافة إلى ذلك فإن الوراثة تعد أحد العوامل المسؤولة عن توزيع الدهون الزائدة على مناطق الجسم، كما أثبتت بعض الدراسات أن مستوى نشاط خلايا الجسم، والرغبة في ممارسة الرياضة قد تنتقل من الأم إلى الابنة.

وبشكل عام فقد أشارت الدراسات إلى أن العوامل الوراثية تعد مسؤولة عن 30 – 40% من حالات السمنة فقط، إلا إنه وحتى الوقت الحالي لم يتم تحديد معظم التغييرات الجينية المسؤولة عنها.

البرامج والحلول المقترحة لمشكلة زيادة الوزن

يرتبط علاج العديد من الأمراض بشكل كبير بالتخلص من الوزن الزائد، ويمكن تحقيق ذلك من خلال اتّباع استراتيجيّات تقليل الوزن المختلفة، وهي تشمل إحداث تغيير في نمط الحياة، سواءً من حيث النظام الغذائي أو التمارين الرياضية، كما يمكن أيضاً الاستعانة بالعمليات الجراحية لعلاج السمنة.

وينبغي الأخذ بعين الاعتبار وجود اختلافات بين الذكر والأنثى في هذه الاستراتيجيّات، وذلك في كافة أنحاء العالم؛ حيث يفضل الرجال ممارسة الرياضة للتقليل من الوزن، بينما تزداد احتمالية التزام النساء ببرامج الحمية الغذائية لإنقاص الوزن، واتباع أنظمة غذائية خاصة لذلك.

إلا إنه يجب التنويه إلى أن التقليل من الوزن بشكل صحي يحتاج إلى مزيج يجمع ما بين كلا الأمرين، وذلك للتخفيف من الوزن وزيادة الكتلة العضلية والتقليل من الكتلة الدهنية لكلا الجنسين.

ويمكن الحصول على استشارة غذائية للمساعدة في حل هذه مشكلة زيادة الوزن.

هل يوجد رابط بين السمنة ومرض السكري؟

ترتبط السمنة بشكل كبير بالإصابة بمرض السكري من النوع الثاني؛ حيث إن زيادة الوزن قد تزيد من احتمالية الإصابة بمرض السكري وذلك وفقاً لمنظمة الصحة العالية.

وتعد زيادة الوزن مسؤولة عن 44% من حالات السكري، الأمر الذي يدل على أن نسبة عالية من المصابين بهذا المرض هم من الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة.

ونتيجةً لذلك فإن التقليل من الوزن يعد هدفاً علاجيّاً أساسيّاً يساعد في الوقاية من مرض السكري من النوع الثاني وإدارته؛ حيث إن انخفاض الوزن بشكل معتدل، مع إجراء تعديل على نمط الحياة للأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة، واتباع نظام غذائي مكثف مع الالتزام بممارسة الرياضة يقلل من خطر الإصابة بالسكري بمعدل 58%.

ومن جهة أخرى فإن الحصول على الميتفورمين وهو علاج السكري لوحده، يؤدي إلى تخفيض السكر بنسبة 31% فقط.

هل تؤدي السمنة إلى الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية؟

نعم، من الممكن أن تؤدي السمنة الحشوية إلى زيادة احتمالية الإصابة بالعديد من المشاكل الصحيّة، ويعد من أبرزها: أمراض القلب والأوعية الدموية، ارتفاع الكوليسترول، زيادة التعرض للجلطات القلبية، ارتفاع ضغط الدم.

ويطلق هذا مصطلح على تراكم الدهون في منطقة البطن، وهي لا تدل على السمنة الكلية؛ حيث يمكن أن يعاني بعض الأشخاص من ذوي الوزن الطبيعي من تراكم الدهون في منطقة البطن.

ومن جهة أخرى فإن فقدان الوزن يساهم في تحسين الصحة، ويمنع العديد من عوامل الخطر المرتبطة بالسمنة لأمراض الشرايين التاجية.

علاقة السمنة بارتفاع ضغط الدم

يعاني معظم مرضى ارتفاع ضغط الدم من زيادة الوزن، كما تزداد احتمالية الإصابة بارتفاع ضغط الدم في حالة السمنة، ومن الممكن أن يرتبط انخفاض الوزن عند الأشخاص الذين يعانون من السمنة بانخفاض ضغط الدم.

العلاقة ما بين السمنة وفشل القلب

بشكل عام فإن ارتفاع مؤشر كتلة الجسم تؤدي إلى الإصابة بفشل القلب، وذلك بسبب زيادة احتمالية الإصابة بكلّ من ضغط الدم والسكري.

ويعد قصور القلب أحد الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى الوفاة؛ حيث إنها تعد أحد العوامل الأساسية التي قد تزيد من احتمالية الإصابة بفشل القلب مستقبلاً؛ حيث تشير الدراسات إلى أنها تعد سبباً لإصابة 11% من الرجال بحالات قصور القلب، كما أنها سبب لإصابة 14% من النساء بذلك.

وقد تؤدي السمنة إلى الإصابة بفشل القلب، وذلك من خلال إحداث تغييرات في الدورة الدموية وعضلة القلب، وبدورها تؤدي إلى حصول ضعف في القلب، كما أن تراكم الدهون السميّة في القلب تؤدي إلى حصول خلل في وظائف القلب لا يمكن تفسيرها.