تأثير مرض السرطان على شهية المريض

مرض السرطان

يعتبر تأثير مرض السرطان على شهية المريض من الأمور التي يجب أخذها بعين الاعتبار، ويعتبر السرطان أحد الأسباب الأساسية التي تؤدي إلى الوفاة في كافة أنحاء العالم، وقد تم ربط اللقاحات بانخفاض خطر الإصابة بالسرطان في العديد من الحالات المرتبطة بنمط الحياة، بما فيها ازدياد استهلاك الأطعمة الوظيفية، وتجنب التعرض للمواد المسرطنة واستعمال الأدوية.

علاقة مرض السرطان بالشهيّة

يطراً على مريض السرطان العديد من التغييرات الجسدية والعاطفية؛ حيث إن فقدان الشهية – Anorexia يعد من المشاكل التي يعاني منها مريض السرطان، وهي قد تنتج عن أثر الاضطرابات الحاصلة على الجهاز الهضمي، أو الآثار الجانبية للعلاج الكيميائي – Chemotherapy أو العلاج الإشعاعي – Radiotherapy.

وتنتج اضطرابات الجهاز الهضمي عن أدوية السرطان؛ حيث إنها تؤدي إلى حصول جفاف وتقرحات في الفم وإمساك، أو إسهال، أو تقيء وغثيان، بالإضافة إلى العديد من المشاكل الأخرى التي يتعرّض المصاب نتيجتها إلى فقدان الشهيّة.

هل يمكن علاج فقدان الشهية من خلال حمية غذائية لمرضى السرطان؟

ينصح كلّ من الأطباء وأخصائيي التغذية بالالتزام بحمية غذائية صحيّة متوازنة؛ حيث إن ذلك يعزز من شهيتهم، ويتم اختيار هذه الحمية بالاعتماد على اختيارات المريض وما يفضله من الأطعمة، ويمكن الحصول على حمية غذائية لمرة واحدة للتعرف على نمط الحمية الغذائية المناسبة.

ويوجد العديد من الأطعمة التي تساعد في تعزيز شهية المريض، ومن بينها الخضروات، مثل الجزر، الخضار الصليبية مثل الملفوف البنفسجي والأخضر والبروكلي، والفاكهة مثل الأجاص والموز.

ويمكن أكل الحبة كاملة أو مهروسة للمرضى الذين يواجهون صعوبة في البلع، والرمان والفراولة، وذلك لأن هذه الأطعمة غنية بمضادات الأكسدة وفيتامين ج وفيتامين هـ وفيتامين ك والبوتاسيوم.

ما هي الأطعمة الوظيفية؟

يطلق مصطلح الأطعمة الوظيفية على الأطعمة التي تحتوي على مجموعة من المكوّنات التي تقدم العناصر الغذائية والصحية التي تتجاوز قيمتها الغذائية، وتشمل الأطعمة المدعمة بالفيتامينات أو المعادن أو البروبيوتيك أو الألياف، كما أنها تشمل الفواكه والخضروات والمكسرات والبذور والحبوب.

وتعد تركيبة البوليفينول – Polyphenols التي تتكوّن من مجموعة من المواد الكيميائية النباتية من العناصر الأساسية التي تدعم الصحة العامة وتساهم في الوقاية من الأمراض، ومن بين هذه المواد: الكركمين، الليكوبين، كيرسيتين، الكاتيكين، الايسوفلافون، الليغنان، الفلافونات.

وتحتوي المواد السابقة جميعها على نسبة عالية من مضادات الأكسدة، التي بدورها تساعد على تحييد المركبات الضارة التي يطلق عليها اسم  الجذور الحرة – Free Radicals، التي تساعد في منع تلف الخلايا، والتقليل من الحالات المرضية المزمنة، مثل أمراض القلب والسرطان والسكري.

ومن الأمثلة على مصادر هذه الأطعمة الوظيفية:

• بوليفينول: الكركم.
• لايكوبين: البندورة، الجريب فروت، البطيخ.
• الألياف: الخضار والفاكهة.
• أوميغا 3: الأسماك مثل السلمون والماكريل والتونة والسردين.
• البروبيوتك: اللبن، الزبادي، ومنتجات الألبان.
• الكالسيوم: منتجات الألبان، وبذور الشيا، والبيض، واللوز، وفول الصويا.

نصائح مقترحة عند تحضير الطعام لـ مريض السرطان

يوجد مجموعة من التساؤلات التي قد تأتي على أذهان مريض السرطان، أو المسؤول عنه، وهي متعلّقة بالأطعمة التي يجب أن يتناولها، وما إذا كان هناك طرق تساعده في تناولها أو ترفع من شهيّته، ويعد من بين الأسئلة التي يتم طرحها، هو هل تسبب اللحوم السرطان، ويمكن الحصول على الإجابة من هنا.

وعلى الرغم من إمكانية الحصول على استشارة غذائية لمعرفة النصائح والأمور التي يفضل الالتزام بها وفقاً للمريض ووضعه الصحي وخطة علاجه، إلا إن هناك مجموعة من النصائح التي يمكن اتّباعها عند تحضير الطعام لزيادة إقبال المريض، ومن بينها:

• تقديم كمية مناسبة من النشويّات، وذلك للتأكد من أن المريض يحصل على مقدار كافي من النشا يتحوّل إلى سكر الجلوكوز عند الهضم، وبدوره يعد المسؤول عن تزويد الجسم بالطاقة للقيام بالعمليات الحيوية.
• استعمال أطعمة بألوان وقوام متنوّع، ودرجات حرارة مختلفة وفقاً لما يتناسب معها.
• تجنب التوابل والأطعمة الحمضية، والمشروبات والأطعمة الساخنة؛ حيث إنها قد تكون مزعجة نتيجة وجود تقرّحات في فم أو حلق المريض أو كليهما.
• في حال كان الطعام شديد الحلاوة فإنه يمكن إضافة كمية بسيطة من الملح أو عصير الليمون، كما يمكن استعمال الزبادي ومسحوق القهوة سريعة التحضير والوجبات الخفيفة مثل المكسرات وجبنة الأريش وزبدة الفول السوداني للتقليل من الحلاوة.
• استعمال الصلصات المختلفة والمخللات والتوابل في حال كان الطعام خالياً من النكهة، ومن بين المنكّهات: صلصة الشواء، صلصة الصويا، الخل، اللحم المقدد، البصل أو الثوم المفروم، المكسرات، ويُنصح أن يكون ذلك بإشراف من أخصائي التغذية.
• استعمال العسل كجزء من الحمية الغذائية؛ حيث إنه يحتوي على العديد من الخصائص المضادة للبكتيريا والفطريات، مما قد يساعد في منع حدوث الإلتهابات.

نصائح لتحضير الطعام بشكل صحي

على الرغم من أهمية تناول العناصر الغذائية التي قد تدعم مريض السرطان وتزيد من شهيّته، إلا إنه يجب أيضاً تحضيرها بالشكل الذي يضمن الاستفادة من الفوائد التي يحتويها، ومن أهم النصائح التي تساعد في تحضير الطعام بالشكل الصحي:

• تناول كمية من الفواكه والخضروات النيئة، وذلك للحصول على قدر أكبر من الفيتامينات والمعادن.
• طهي الخضار بالبخار إلى أن تنضج؛ حيث إن ذلك يحافظ على الفيتامينات، أما الإفراط في الطهي فهو يزيل مقداراً منها.
• إضافة الأعشاب والتوابل المعززة للمناعة، مثل: الثوم، الزنجبيل، الكاري، الريحان، إكليل الجبل، الكركم، الكزبرة.

أبرز المشاكل التي يتعرض لها المصاب بـ مرض السرطان 

يعد مريض السرطان معرّضاً للإصابة بالعديد من المشاكل الصحية الناتجة عن العلاج الذي يخضع له، ويعد من أبرزها مشاكل الجهاز الهضمي، ومن بينها الغثيان وفقدان الشهية والقيء، وفيما يلي أكثر هذه الاضطرابات شيوعاً، والحلول الغذائية التي قد تساعد في التخلص منها:

نموذج على حمية غذائية

فيما يلي نموذج على حمية غذائية يمكن تقديمها للمصاب بمرض السرطان، وذلك ليوم واحد، بحيث يحصل على 2000 سعرة حرارية، وهي تنقسم إلى 34% نشويّات، أي ما يعادل 215 غرام، و22% من البروتين أي ما يعادل 110 جرام، ودهون بنسبة 35% أي ما يعادل 77.7 جرام.

المراجع

• Functional Foods in Cancer Prevention and Therapy – Google Books
• Red meat and cancer risk in a network of case–control studies focusing on cooking practices – ScienceDirect
• Islam, S. M. R., & Siddiqua, T. J. (2020). Functional foods in cancer prevention and therapy: Recent epidemiological findings. Functional Foods in Cancer Prevention and Therapy, 405–433. doi:10.1016/b978-0-12-816151-7.00020-x 
• https://www.helpguide.org/articles/diets/cancer-prevention-diet.htm