
سمنة الأطفال…... هل الخلل من الطفل أم الأهل؟
أضحت البدانة لدى الأطفال واحدة من أعظم التحديات التي تواجهها الأسر ،لما لها تأثير عميق على حياة الطفل سواء على صحته أو الحياة الاجتماعية التي تحيط به. إن الأطفال الذين يعانون من السمنة المفرطة أو حتى من زيادة الوزن هم أيضا أكثر عرضة للاصابة بالسمنة في سن الرشد. إضافة الى أن احتمالية اصابتهم بمشاكل صحية، مثل أمراض القلب و السكري والمتلازمة الأيضية وغيرها من الأمراض الخطيرة، تكون أعلى مقارنة مع الأطفال الذين يقعون في خانة الوزن المناسب أوالمرغوب.
واحد من أصل ثلاثة أطفال تتراوح أعمارهم ما بين ٥-١١ سنة يعانون من زيادة الوزن أو السمنة، حيث أن السمنة تعتبر من المشاكل الصحية التي تواجه الأطفال والمراهقين، وفيها يكون وزن الطفل أعلى من الطبيعي مقارنة مع عمره وطوله.
ما هي الأسباب التي تؤدي إلى إصابة الأطفال بالسمنة ؟
- إهمال تناول وجبة الإفطار قبل الذهاب الى المدرسة.
- سهولة الوصول الى الأطعمة الجاهزة التي يكون محتواها عالي بالدهون والسعرات الحرارية .
- قلة الحركة وعدم ممارسة أي نشاط بدني، والجلوس لفترات طويلة أمام شاشات التلفاز والكمبيوتر.
- إذا كان والدي الطفل يعانون من السمنة هذا بدوره يجعلهم أقل اهتماما بموضوع التغذية السليمة لطفلهم.
- قلة الدخل المادي للعائلة وعدم قدرتهم على شراء الأطعمة الصحية ،أو شرائهم للأطعمة التي تكون مدة صلاحيتها طويلة، مثل: البسكويت او الكعك،التي تمد الجسم بالطاقة السريعة.
- إضافة الى عدم وجود توازن بين السعرات الحرارية المتناولة مقارنة مع السعرات الحرارية المصروف خلال اليوم.
- تقديم السكاكر والشوكولاتة والشبس لهم كمكافأة على انجازهم لأمر ما ,أو حتى لإسكاتهم عندما يبكون.
ما هي مضاعفات سمنة الأطفال؟
- الاصابة بالسّكري النوع الثاني.
- ارتفاع ضغط الدم وارتفاع معدل الكوليسترول.
- الاصابة بالمتلازمة الأيضية وهي عبارة عن عدّة حالات طبية مجتمعة في واحدة ،ومصاحبة بارتفاع كبير في معدل الأنسولين في الدم.
- يصبحون أكثر عرضة للإصابة بأمراض الكبد أيضا.
- عدم الوصول الى نمو عظام سليم؛وذلك بسبب قلة وجود الكالسيوم والفسفيت وعدم ممارسة أي نشاط رياضي.
- الإصابة بفقر الدم بسبب نقص الحديد؛و يعود ذلك الى الاعتماد الكبير على السكريات كمصدر للطاقة وقلة تناول البروتين.
- قد يصاب الطفل بالإمساك بسبب عدم تناول الالياف وقلة شرب الماء .
- أمراض تنفسيّة مثل الربو.
- اضطرابات في النوم وصعوبة في التنفس أثناء النوم.
- حلول مرحلة البلوغ أو الدورة الشهرية قبل أوانها.
- اضطرابات غذائية، كفقدان الشهية والنّهام.
- الإرهاق والتعب الشديد.
- التهابات جلدية ناتجة عن التعرّق الزائد واحتباسه في طيات الجسم.
- صعوبة في التعلم،حيث أن استعابه للمعلومات يصبح بطيء.
- فقدان الثقة بالنفس،الاصابة بالاكتئاب، القلق والتوتر النفسي.
- أضافة الى تعرضهم بصورة كبيرة للمضايقات من قبل أقرانهم.
- زيادة احتمالية الإصابة بالسرطانات .
لماذا من المهم الانتباه لوزن الطفل في هذا العمر؟
لأن مرحلة الطفولة من المراحل الحرجة؛حيث يتم خلالها تحديد عدد الخلايا الدهنية التي ستنتقل مع الطفل وتظل موجودة معه مدى الحياة، وهنا يجب على الأم الانتباه لوزن طفلها حتى وهو رضيع وعدم المبالغة في إطعامه الأكل بكمية أكثر من حاجته لأن ذلك سيسبب زيادة في عدد خلاياه الدهنية. والجدير بالذكر أن السمنة تقسم الى نوعين هما:
- السمنة بسبب زيادة حجم الخلايا الدهنية وهي hypertrophic obesity.
- السمنة بسبب زيادة عدد الخلايا الدهنية وهي hyperplastic obesity، وهذه يصعب السيطرة عليها لانه كلما زاد عدد الخلايا الدهنية زادت شهية الطفل للطعام .
- والنوع الاسوء هو اجتماع الاثنتين معا.
إذا ماهو الوزن المناسب للطفل لكل مرحلة من عمره؟
لكل طفل وزن مناسب لعمره وطوله ؛بمعنى انه لايوجد وزن مناسب لفترة عمرية معينة ،حيث يختلف الوزن باختلاف الطول..لذلك وُجدت منحنيات النمو التي تقارن وزن الطفل بعمره، وطول الطفل بعمره، ومؤشرة كتلة وزنه بعمره.وهي المرجع الوحيد لمعرفة ما إذا كان الطفل يعاني من السمنة أو زيادة الوزن أم لا.
هل يجب على الطفل اتباع حمية قاسية لإنقاص الوزن؟
بالطبع لا…،لأنه يجب علينا مراعاة أنهم في مرحلة نمو.فإذا كان الطفل يعاني من زيادة الوزن ؛هنا يكون الهدف الأساسي هو إبطاء أو منع زيادة الوزن والمحافظة على الوزن الموجود من خلال توفير خيارات الأكل الصحية له. والفكرة هي السماح للطفل أن ينمو في وزن جسمه تدريجيا، وهذا قد يستغرق سنة أو سنتين، أو حتى فترة أطول، اعتمادا على عمر الطفل، وزنه، ونمط النمو. أما إذا كان يعاني من السمنة المفرطة، فيكون الهدف إنقاص الوزن ولكن يجب أن لا يتعدى هذا الإنقاص أكثر من1-2 كغ في الشهر.
كيف أساعد طفلي وأنصحه بإتباع عادات غذائية صحية؟
المسؤولية الكبرى تقع على عاتق الآباء والامهات للانتباه على صحة أطفالهم وتوجيههم إلى الخيارات والعادات الغذائية الصحية التي ستظل معهم مدى الحياة. والنصائح التالية ستساعدكم بتحسين عاداتهم الغذائية:
- الابتعاد عن الدهون المشبعة التي تكون صلبة في درجة حرارة الغرفة: كالسمنة والزبدة, والأطعمة التي تحتوي على سعرات حرارية عالية: السكريات,المشروبات الغازية,الشبس,البسكويت,العصائر غير الطبيعية عالية السكر,الأطعمة المقلية.
- التقليل من النشويات البسيطة والمعالجة كالخبز الأبيض ,والطحين الأبيض,واستبدالها بالحبوب الكاملة والبقوليات.
- استبدال الأطعمة غير الصحية عالية السكر بالفواكه سواء كانت مجمدة,طازجة,أو مجففة,وإعطائهم حرية اختيار الفاكهة المفضلة لديهم، ويمكن تقديمها بطريقة محببة مثل smoothies أو ادخالها في كيك منزلي قليل الدسم وقليل سكر.
- طلب المساعدة منهم أثناء إعداد الطعام وتوعيتهم على طرق الطهي الصحية.
- تلوين وجباتهم بألوان الخضار الموجودة بالطبيعة وذلك لغناها بالفيتامينات والمعادن الضروروية لنموهم.
- ادخال المكسرات باعتدال في نظامهم الغذائي اليومي.
- شرب الحليب قليل الدسم المدعم بالكالسيوم وفيتامين د.
- تناول اللحوم قليل الدسم،الدجاج,المأكولات البحرية,والبيض لبناء العضل والعظام القوية.
- تعويدهم على شرب الماء ( 8 كاسات يوميا).
- تنظيم وجبات الطعام بحيث يتم توزيعها على طول اليوم ،مع ضرورة تناول وجبة الافطار قبل الذهاب الى المدرسة
- عدم استعمال الطعام كمكافأة لهم على اتمام أمر معين.
- تحفيزهم على النشاط الرياضي؛وذلك بتحديد ساعة يوميا من وقتهم لممارسة الألعاب المفضلة لديهم ومشاركتهم باللعب.
- والأهم من ذلك كله هو أن يجدوا الدعم الكامل والتشجيع المسمتر من الأباء والأمهات لهم.
ما رايك ان تقوم بالاطلاع على حمية غذائية لمرة واحدة – د. ربى مشربش
https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/childhood-obesity/symptoms-causes/syc-20354827