
الأميبا
هي مرض يصيب الجهاز الهضمي وينتج عن طفيلي مجهري يسمى إنتاميبا هستوليتيكا (Entamoeba histolytica)، والذي ينتقل عادةً من خلال ملامسة براز الإنسان. قد لا تظهر أعراض الإصابة لدى بعض الأفراد، ولكن يمكن أن تؤدي العدوى إلى الإسهال، والغثيان، وفقدان الوزن، والحمى. يُقدر أن حوالي 10% من سكان العالم مصابون بالأميبا، خاصة في مناطق مثل المكسيك، والهند، وأمريكا الوسطى والجنوبية، وأفريقيا، والمناطق الاستوائية في آسيا. في البلدان الصناعية، تعد الأميبا شائعة بين المهاجرين الجدد والمسافرين العائدين من مناطق ينتشر فيها الطفيلي، يمكن أن تؤثر الأميبا بشكل كبير على التغذية والصحة.
أسباب الأميبا
تحدث الأميبا نتيجة دخول طفيلي إنتاميبا هستوليتيكا إلى الجسم، حيث يتغذى على العناصر الغذائية الموجودة فيه. تتطور بيوض الطفيلي إلى أكياس ناضجة داخل الأمعاء وتخرج مع البراز. تنتشر الأميبا عندما يتعرض الأشخاص لكميات ضئيلة من البراز المصاب
العوامل المؤدية إلى الأميبا
تكون الأميبا أكثر حدة في بعض الفئات، بما في ذلك:
- النساء الحوامل والنساء بعد الولادة
- حديثو الولادة
- الأشخاص الذين يعانون من سوء التغذية
- الأشخاص الذين يتناولون الكورتيكوستيرويدات corticosteroids
- الأشخاص المصابون بأمراض خبيثة
ومع ذلك، يمكن لأي شخص أن يصاب بالأميبا في المناطق ذات الظروف الصحية السيئة. تشمل عوامل الخطر:
- المسافرون إلى المناطق التي تعاني من سوء الظروف الصحية
- المهاجرون من البلدان الاستوائية
- الأفراد الذين يعيشون في مؤسسات تفتقر إلى المرافق الصحية المناسبة، مثل عدم توفر أماكن نظيفة للتبول أو التبرز، وعدم توفر أدوات لغسل اليدين، أو أماكن آمنة للتخلص من مياه الصرف الصحي المنزلية.
كيفية انتقال الأميبا
الأميبا مرض معدٍ ينتقل عندما يدخل الطفيلي إنتاميبا هستوليتيكا إلى الجهاز الهضمي عن طريق:
- تناول طعام أو ماء ملوث بالطفيلي
- عدم غسل اليدين بعد لمس أسطح ملوثة ببيوض الطفيلي
قد يحمل بعض الأشخاص الطفيلي دون ظهور أعراض عليهم، ولكنهم لا يزالون قادرين على نقله عبر البراز، مما يزيد من خطر إصابة الآخرين.
أعراض الأميبا
عندما تظهر الأعراض، عادة ما تبدأ في غضون أشهر من الإصابة. تشمل الأعراض الشائعة:
- ألم في البطن
- إسهال
- حمى
- براز مائل للسيولة
- غثيان
- فقدان الوزن – حساسية في المعدة
ليس كل المصابين يظهرون أعراضًا، إذ يمكن أن يعيش طفيلي إنتاميبا هستوليتيكا في الأمعاء لفترات طويلة دون التسبب في ظهور أعراض.
تشخيص الأميبا
يتم تشخيص الأميبا عادةً من خلال فحص البراز تحت المجهر. في الحالات الشديدة التي قد تنتشر فيها العدوى إلى مجرى الدم، قد يُوصى بإجراء اختبارات إضافية مثل:
- تحاليل الدم للتحقق من وظيفة الكبد
- تنظير القولون
- فحص الموجات فوق الصوتية
علاج الأميبا
يمكن أن تعيش الأميبات غير الضارة في الأمعاء لسنوات دون التسبب في أعراض. عندما تسبب الأميبات الغازية أعراض الزحار الأميبي، قد تستمر النوبات من بضعة أيام إلى عدة أسابيع. يتم علاج الأميبا بالأدوية النيتروميدازولية مثل ميترونيدازول وتينيدازول، والتي تستهدف الأميبات في الدم وجدار الأمعاء والخراجات الكبدية. يُعطى ميترونيدازول عادة لمدة 10 أيام عن طريق الفم أو الوريد. تُستخدم الأدوية المعوية مثل أيودوكينول، باروموميسين، وديلوكسانيد فورويت للقضاء على الأميبات والأكياس في الأمعاء، وغالباً بالتزامن مع ميترونيدازول في حالات وجود أعراض معوية. في الأفراد الذين لا يعانون من الأعراض، يمكن للأدوية المعوية وحدها التخلص من العدوى. على الرغم من فعالية العلاج، يمكن أن تحدث إعادة العدوى في المناطق عالية الخطورة. في الأطفال، خاصة في البلدان النامية، يمكن أن تكون الأميبا مميتة، مما يجعلها ثالث أكبر سبب للوفاة الناتجة عن العدوى الطفيلية على مستوى العالم.
مضاعفات الأميبا
- فقر الدم
- خراج الكبد
- الأميبا الرئوية – التهاب البريتون
الوقاية من الأميبا
على الرغم من عدم توفر لقاح للأميبا، إلا أن هناك احتياطات يمكن اتخاذها لتقليل خطر الإصابة، خاصة في المناطق التي تعاني من سوء الظروف الصحية. تشمل هذه الاحتياطات:
- تجنب تناول الفواكه والخضروات النيئة إلا إذا تم تقشيرها وغسلها جيدًا
- تجنب المشروبات التي تحتوي على مكعبات الثلج
- شرب المياه المعبأة فقط، أو الماء المغلي إذا لم تتوفر المياه المعبأة – الحفاظ على النظافة الشخصية، بما في ذلك غسل اليدين بالصابون والماء بشكل متكرر بعد استخدام المرحاض
تأثير الأميبا على التغذية والصحة
يمكن أن تؤثر الأميبا بشكل كبير على التغذية، خاصة في الفئات التي تعاني من سوء التغذية. تؤدي العدوى إلى الإسهال، وآلام البطن، وسوء امتصاص العناصر الغذائية، مما يؤدي إلى تفاقم سوء التغذية. في الحالات الشديدة، يتسبب التلف المعوي في إعاقة امتصاص العناصر الغذائية الأساسية مثل البروتينات، والفيتامينات، والمعادن. كما أن استجابة الجسم المناعية للعدوى تزيد من احتياجات الجسم للطاقة، مما يزيد من تفاقم الحالة الغذائية. بالنسبة للفئات الضعيفة، وخاصة الأطفال، يمكن أن تؤدي الأميبا إلى فقدان الوزن، وتوقف النمو، وضعف المناعة، مما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالعدوى الأخرى. التغذية السليمة ضرورية للتعافي ودعم قدرة الجسم على مكافحة العدوى.
التوصيات الغذائية للتقليل من تأثير الأميبا على الصحة
- الحفاظ على الترطيب الجيد لتجنب الجفاف الناتج عن الإسهال.
- تناول الأطعمة اللينة سهلة الهضم، مثل الخضروات المسلوقة، والأرز، والموز، لتقليل تهيج الأمعاء.
- تجنب الأطعمة الغنية بالألياف لأنها قد تزيد من تهيج الأمعاء.
- تقليل تناول الأطعمة الدهنية، الحارة، والمقلية لأنها صعبة الهضم وقد تزيد من حدة الأعراض.
- تناول الأطعمة الغنية بالبروبيوتيك، مثل الزبادي، لاستعادة التوازن الطبيعي للبكتيريا المفيدة في الأمعاء بعد العدوى.
- ضمان تناول كميات كافية من البروتينات، والفيتامينات، والمعادن لدعم الشفاء.
- تناول وجبات صغيرة متكررة على مدار اليوم لتجنب إجهاد الجهاز الهضمي.
- في مرحلة التعافي، يجب إعادة إدخال النظام الغذائي الطبيعي تدريجيًا لتجنب إرهاق الجهاز الهضمي.
المراجع:
https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK519535
https://www.health.harvard.edu/a_to_z/gastrointestinal-amebiasis-a-to-z
https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/23531-amoebic-dysentery
https://www.health.ny.gov/diseases/communicable/amebiasis/fact_sheet.htm