قبل الحديث عن فوائد الحمضيات، فإنه يجب معرفة أن الحمضيات تعد من أنواع الفاكهة والأشجار دائمة الخضرة التي تُزرع في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية.
وهي تمتاز باحتوائها على العديد من العناصر الغذائية التي تساعد في الحفاظ على صحة الجسم ووقايته من الأمراض.
ويوجد العديد من الأنواع التي يتمتاز كل منها بالمركبات النباتية المختلفة عن النوع الآخر، والتي تحمل خصائص فريدة.
ما هي أنواع الحمضيات الأساسية؟
يوجد العديد من الأنواع التي تندرج تحت الحمضيات، ويعد من أبرزها:
- البرتقال الحلو، مثل البرتقال العادي والبرتقال الأحمر.
- البرتقال الحامض، مثل الجريب فروت.
- المندلين والكلمنتينا.
- الليمون.
- الليمون الأخضر – لايم.
- أنواع أخرى، مثل البوملي وغيرها.
أهم المركبات النباتية في الحمضيات
تحتوي الحمضيات على مجموعة كبيرة من المركبات النباتية وتتفاوت في تركيزها حسب نوع الفاكهة، وبشكل عام فإنها تمتاز بكونها مضادة للأكسدة والالتهابات البكتيرية والفيروسية، كما أنها تقلل من الكوليسترول.
وأثبتت بعض الدراسات دور المركبات النباتية في التقليل من خطر الإصابة بالسرطان، والحفاظ على صحة الجسم بشكل عام وخاصةً العيون.
ومن أهم هذه المركبات:
فلافونويد Flavonoids
هي مغذيات نباتية مسؤولة عن صفات النبات، مثل اللون والرائحة، وتحتوي الحمضيات على العديد من أنواع الفلافونيد، بما فيها الهسبيريدين، والهسبيريتين، والنارينجين، والنارينجينين، والديوسمين، والكيرسيتين، والروتين، والنوبيليتين، والتانجيريتين.
وتشير بعض الدراسات إلى أن الفلافونويد الموجود في الحمضيات يساعد في حماية الخلايا من أضرار الجذور الحرة، وذلك من خلال التخلص منها بشكل مباشر.
كما أنها قد تساعد في التقليل من الالتهابات، ونتيجةً لذلك فإنها توفر فوائد علاجية ضد السرطان، واضطرابات التنكس العصبي، وتصلب الشرايين، وأمراض القلب، والأوعية الدموية، ومرض السكري.
بالإضافة إلى ذلك فإنها تمنع البروتين الدهني منخفض الكثافة – الكوليسترول الضار، وتقلل من الإجهاد التأكسدي والالتهابات، كما أنها تحسن وظيفة بطانة الأوعية الدموية وضغط الدم الشرياني.
كما قد تساعد هذه المركبات مرضى السكري، وذلك من خلال تحسين تحمل الجلوكوز، وزيادة إفراز الأنسولين وحساسيته، والتقليل من مقاومة الأنسولين.
كاروتينويد Carotenoids
يوجد العديد من أنواع الكاروتينويد الموجودة في أنواع الحمضيات المختلفة، ولها دور كبير في الحفاظ على صحة الجسم.
ومن أهم أنواع الكاروتينويد اللوتين والزيزانثين، ويوجد كلاهما في البرتقال، ولهما دور في تعزيز جهاز المناعة وصحة العيون.
ويحتوي الجريب فروت على أعلى نسبة من الليكوبين الموجود في اللون الأحمر، وهو ضروري للحفاظ على صحة الجسم والقلب، كما أنه يعمل كمضاد للأكسدة.
ومن الجدير بالذكر أن الليمون لا يحتوي على أي من أنواع الكاروتينويد.
ويبين الجدول التالي أنواع الكاروتينويد الموجودة في أصناف الحمضيات:
الكاروتينات (مليغرام/110 غرام) | المندلين | الجريب فروت | البرتقال |
بيتا كاروتين | 11 | – | – |
ألفا كاروتين | 12-20 | 1 | 19-20 |
لوتين | 20-50 | 9.5 | 27 |
ليكوبين | – | 1 | – |
بيتا كريبتوزانثين | – | 150 | – |
زيوت أساسية Essential oils
تحتوي قشرة الحمضيات على أكثر من 400 نوع من الزيوت والأحماض الدهنية المتطايرة وغير المتطايرة، ويتم استعمال هذه الزيوت في الصناعات الدوائية خاصة في الأدوية المضادة للتشنجات والمضادة للبكتيريا.
الصمغ نباتي Mucilage
يوجد الصمغ النباتي في قشور وبذور الحمضيات، بالإضافة إلى اللب، وهو عبارة عن مادة شبيهة بالألياف تشكّل مادة هلامية “جل” عند ذوبانها في الماء.
وبشكل عام فإن الحمضيات تحتوي على نسبة عالية من الألياف الذائبة وغير الذائبة التي تساهم في خفض نسبة الكوليسترول وتنظيم السكر في الدم.
وتحتوي بذور الحمضيات على مادة السيلليوم التي تساعد في التحسين من عمل الجهاز الهضمي وتقلل الكوليسترول.
تانين Tannins
يحتوي الجريب فروت، والليمون على أعلى نسبة من التانين مقارنةً بأنواع الحمضيات الأخرى، وتساهم هذه المادة في وقف الإسهال وتقليل النزيف.
كما تحتوي الحمضيات على مجموعة كبيرة من الفيتامينات والمعادن التي تساعد في تنظيم عمليات الأيض في الجسم وتعمل كمضادة للأكسدة، ومن أهمها:
- الفيتامينات: فيتامين ج، مجموعة فيتامين ب (ب1، ب2، ب3، ب6، فوليك أسيد).
- المعادن: البوتاسيوم، والكالسيوم، والمغنيسيوم، والفوسفور، والزنك، وغيرها.
أهم العناصر الغذائية في الحمضيات
بالإضافة إلى المركبات النباتية فإن الحمضيات تحتوي على مجموعة أخرى مهمة من العناصر الغذائية، ويعد من أهمها:
فيتامين C
يعتبر فيتامين C “فيتامين ج” من أكثر أنواع الفيتامينات المشهورة حول العالم، وتعد الحمضيات من النباتات الغنية بهذا الفيتامين.
ويعد فيتامين C (حمض الأسكوربيك) هو أحد الفيتامينات الأكثر شعبية في العالم، وتحتوي الحمضيّات على كمية كبيرة منه.
وبدوره يساعد الفيتامين في تكوين صحة الجلد والعظام والأوعية الدموية والأنسجة الضامة، كما أنه يلعب دوراً هاماً في دعم جهاز المناعة.
بالإضافة إلى ذلك فإنه يعمل كمضاد للأكسدة، وبذلك فإنه قد يساعد في حماية الخلايا من تأثيرات الجذور الحرة ومحاربة الالتهابات.
ونتيجةً لتقليل الالتهابات فإن فيتامين C قد يساعد في منع أو تأخير الإصابة بأمراض القلب والتهاب المفاصل، وبعض أنواع السرطان.
كما أن إضافة فيتامين C إلى الأطعمة النباتية يساعد الجسم في امتصاص الحديد الموجود فيها.
ونتيجةً لذلك فإن تناول الحمضيات مع الأطعمة النباتية مثل الخضار الورقية ذات اللون الأخضر والمكسرات والبذور والبقوليات يساعد الجسم في امتصاص الحديد بصورة أفضل.
كما أن فيتامين C الموجود في الحمضيات يساعد في بناء أنسجة الجسم الصحية.
الألياف الغذائية
يُطلق اسم الألياف الغذائية على أحد أنواع الكربوهيدرات المعقدة الموجودة في الأطعمة النباتية، وهي تتكون من العديد من جزيئات السكر التي ترتبط ببعضها البعض بطريقة لا يمكن هضمها بالكامل في الأمعاء الدقيقة.
وتنقسم الألياف الغذائية إلى نوعين، الألياف القابلة للذوبان والألياف غير القابلة للذوبان، وتحتوي الحمضيات على كمية من كل نوع منهما.
وقد تساعد الألياف القابلة للذوبان في التقليل من نسبة الكوليسترول الضار، وبالتالي تقليل أمراض القلب والأوعية الدموية، كما قد يساعد في تحسين التحكم بمستوى الجلوكوز من خلال إبطاء امتصاص السكر مما يؤدي إلى تحسين مستوى السكر في الدم.
ومن جهة أخرى فقد تساعد الألياف غير القابلة للذوبان في تخفيف الإمساك عن طريق مساعدة الطعام في الحركة بشكل ذو كفاءة أعلى عبر الجهاز الهضمي، وزيادة حجم البراز.
هل يساعد الجريب فروت على خسارة الوزن؟
يحتوي الجريب فروت على إنزيم ب-45 الذي بدوره قد يساعد في خسارة الوزن، وذلك عند اتباع حمية غذائية صحية ومتوازنة وممارسة الرياضة بانتظام.
ويجدر الانتباه لعدم تناول الجريب فروت مع بعض الأدوية، لتجنب حدوث تضارب بينه وبين الدواء، مثل الأدوية الخافضة للكولسترول وضغط الدم، ويمكن الحصول على استشارة غذائية لمعرفة كيفية إضافته بشكل صحي على النظام الغذائي.
المرجع:
https://www.researchgate.net/publication/333896181_Nutritional_Benefits_of_Citrus_Fruits