تشير التقديرات إلى أن حوالي 25% من البالغين يعانون من انقطاع التنفس الإنسدادي أثناء النوم (بالإنجليزية Obstructive sleep apnea)، بينما ترتفع النسبة إلى 45% من البالغين الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة. أي أن ما يقارب نصف البالغين الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة يعانون أيضًا من انقطاع النفس أثناء النوم. كما أنّ الأشخاص الذين يعانون من السمنة غالبًا ما يعانون من الشخير بصوتٍ مرتفع أثناء النوم.
ما هو انقطاع التنفس الإنسدادي أثناء النوم؟
هو حالة مرضيّة يعاني منها الشخص من توقّف كامل للتنفس أثناء نومه ويشعر بالاختناق لمدة لا تقل عن 10 ثواني وتتكرر خلال نومه مرات عديدة. كما يحدث الشخير عند وجود تضيّق في مجرى النفس وليس انسداد كامل.
لماذا يحدث انقطاع التنفس الإنسدادي أثناء النوم؟
يحدث عند انعدام وصول الهواء إلى القصبات الهوائية إما بسبب ارتخاء عضلات سقف الحلق أو بسبب تراكم الدهون حول الرقبة؛ مما يعمل على الضغط على مجرى النفس العلوي (البلعوم) وإغلاق مجرى النفس.
لماذا يحدث انقطاع النفس فقط عند النوم ولا يحدث في النهار؟
عند النوم –خاصة على الظهر- تعمل الجاذبية على ارتخاء عضلات الفم وزيادة الضغط من الكتلة الدهنية الموجودة حول الرقبة على مجرى النفس العلوي مما يعمل على توقّف مرور الهواء إلى الرئتين.
من هم الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة؟
- الذكور أكثر من الإناث
- الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن والسمنة
- الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 40 سنة
- المدخنين
ما هي علاقة انقطاع التنفس أثناء النوم بالسمنة؟
إن تراكم الدهون في منطقة الحلق والرقبة تزيد من تضيّق مجرى التنفس وانسداده. إذا كان محيط الرقبة أكبر من 43 سم عند الرجال و 40.5 سم عند النساء، يكونوا مهددين أكثر بالإصابة. كما أنّ تراكم الدهون في منطقة البطن أيضًا تزيد من الضغط على مجرى التنفس والرئتين مما يزيد من احتمالية حدوث تضيّق وانسداد في مجرى التنفس. إضافة إلى التأثير السلبي لوجود الدهون الحشوية حول الأعضاء الداخلية في الجسم على مستوى التنفس أثناء النوم.
هل يمكن علاج هذه المشكلة عند خسارة الوزن؟
نعم! خاصة في الحالات البسيطة والمتوسطة عند عدم وجود مشاكل في سقف الحلق أو مفصل الفك. فعند خسارة الوزن، يقل حجم الدهون المتراكمة حول الرقبة والبطن وبالتالي يقل الضغط على مجرى التنفس العلوي والرئة. يسمح ذلك بمرور الكمية الكافية من الهواء والأوكسجين عبر القصبة الهوائية لتصل إلى الرئتين. بحسب دراسة نُشرت عام 2008 من قبل American Thoracic Society فإن خسارة 10%-15% من الوزن يقلل من انقطاع التنفس الإنسدادي أثناء النوم بنسبة 50%.
هل يوجد علاقة بين انقطاع التنفس والجوع؟
يؤدي توقف التنفس عدة مرات أثناء النوم إلى مجموعة من التغيرات الهرمونية التي يمكن أن تزيد من خطر زيادة الوزن لدى الشخص، مما يؤدي إلى تفاقم المشكلة مرة أخرى. من أهم التغيرات الهرمونية هو التأثير السلبي بين نقص جودة النوم وهرمون الجريلين، واللبتين، والإنسولين. الأمر الذي يؤثر على ضبط الشعور بالجوع والشبع ويزيد من فرصة حدوث مقاومة الإنسولين. فعدم الحصول على ساعات نوم كافية وبجودة عالية يؤدي إلى انخفاض هرمون الليبتين وارتفاع هرمون الجريلين مما يزيد من الشعور بالجوع ويقلل من الشعور بالشبع.
هل يؤدّي انقطاع التنفس الإنسدادي أثناء النوم إلى مشاكل صحية أخرى؟
نعم. أثبتت مجموعة كبيرة من الدراسات أن انقطاع التنفس أثناء النوم وعدم وصول كمية كافية من الأوكسجين إلى الدماغ وباقي خلايا الجسم يزيد من فرصة حدوث الأمراض. من أهمها: الالتهابات، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب، ومقاومة الإنسولين، والسكري من النوع الثاني.
ما هي أفضل طريقة لتقليل الوزن وخسارة الدهون؟
عند البدء بأي حمية غذائية يجب التأكد من مجموع السعرات الحرارية المتناولة خلال اليوم ومقارنتها بالسعرات الحرارية التي يحتاجها الجسم. فتناول كمية أكبر من السعرات حتى وإن كانت من مصادر غذائية صحية، سيزيد من الوزن ويزيد من تراكم الدهون على المدى البعيد. كما يجب التركيز على تناول كمية كافية من البروتين بنسبة 20% من مجموع السعرات الحرارية، وكمية كافية من الدهون المفيدة بنسبة تتراوح من 20%- 30%، وكمية كافية من النشويات بنسبة 50%-60% من الحبوب الكاملة مثل الخبز الأسمر، والبرغل، والفريكة، والشوفان. كما يُنصح بالتركيز على الخضار والفواكه فهي غنية بالمعادن والفيدامينات ومضادات الأكسدة والألياف. إدراج النشاط البدني ضمن نمط حياة صحي يساعد بشكل كبير في خسارة الوزن وضبط هرمونات الجسم.
يمكنك الآن الحصول على استشارة غذائية – د.ربى مشربش