تحدثت الدكتورة ربى مشربش في الفيديو عن القولون العصبي، وأن شرب كمية كمية كبيرة من الكافيين الموجود بالقهوة بكافة أنواعها والشاي من الأمور المضرة للمصابين به.
كما يوجد الكثير من المعلومات الأساسيّة لمرضى القولون لأنه يجب عليهم تغيير العادات الغذائية وتغيير الحمية، وبالتالي فإنه يجب التعرف على السبب الأساسي الذي أدى لحصول أعراض القولون العصبي.
القولون العصبي – Irritable bowel syndrome
يعاني نسبة كبيرة من الأشخاص في الوقت الحالي من القولون العصبي، وبالتالي فإنهم يعانون من العديد من المشاكل وعدم راحة، ويوجد العديد من الأعراض والأسباب التي تؤدي للإصابة به.
وينبغي التنويه إلى أنه لا يوجد سبب معيّن، وإنما يوجد مجموعة من الأسباب التي تؤدي لمشاكل القولون العصبي.
أسباب القولون العصبي
يوجد العديد من الأسباب التي تؤدي للقولون العصبي، ومنها:
- حساسيّة الطعام :يمكن أن يعاني الشخص من حساسية الطعام التي لا تظهر كـ طفح جلدي، ولكن تظهر من خلال بعض الأعراض.
- عدم تحمل غذائي: يختلف عن الحساسية، ولا يستطيع الشخص تجمل أنواع معيّنة من الطعام، عادةً يكون ذلك لنقص إفراز إنزيم معيّن، مثل الأشخاص الذين يعانون من عدم تحمل اللاكتوز نتيجة عدم وجود كمية كافية من انزيم اللاكتيز الذي يهضم السكر الموجود بالحليب.
- حساسيّة قمح: لا يظهر على الشخص طفح جلدي، ولكن تظهر مجموعة من المشاكل مع الوقت، مثل عدم الراحة والتعب والإرهاق، الانتفاخ والغازات.
- التوتر والضغط النفسي: تتكوّن المعدة والأمعاء من العضلات، التي تتأثر بالحياة والحالة النفسية، وبالتالي عندما يعمل الأشخاص مثلاً تحت ضغط وتوتر مستمر وعصبية فإن ذلك يزيد من أعراض القولون العصبي، وقد يؤدي ذلك إلى اضطرابات في الجهاز الهضمي.
- الحميات الغذائية الخاطئة: في بعض الأحيان عند اتباع حميات غذائية غير مناسبة للشخص فإن ذلك قد يزيد المشاكل الصحيّة، ويمكن الحصول على استشارة غذائية من هنا.
- سبب عارض: في حال الإصابة بمرض أو مشكلة صحيّة معيّنة، خاصة المرتبطة بالجهاز الهضمي؛ حيث من الممكن أن تؤدي إلى انتفاخ أو أعراض شبيهة بأعراض القولون العصبي، لذلك يجب استشارة الطبيب المختص لإجراء الفحوصات اللازمة والتأكد من السبب.
- تناول كميات كبيرة من الكافيين: يرتبط ذلك بنظام الحياة الحالي، والعمل المكتبي لساعات طويلة والتدخين، ويعد ذلك من الأسباب الرئيسيّة التي تؤدي إلى حصول مشاكل القولون العصبي.
أعراض القولون العصبي
قبل الحديث عن الأعراض، فإنه يجب التأكيد على أهمية استشارة الطبيب لأنه المسؤول عن تشخيص مشكلة اضطراب القولون العصبي.
من أهم الأعراض هو عدم الإخراج الكافي للفضلات؛ أي أنه يكون أقل من ثلاث مرات في الأسبوع، مما يعني أن الشخص يعاني من الإمساك لفترة طويلة.
أو العكس، أي أن الإخراج يكون أكثر من ثلاث مرات في اليوم وبشكل مزعج، يمكن أن تكون فضلات مائية أكثر من الطبيعي، أو صلبة.
وفي بعض الأحيان فإن الشخص لا يشعر بالراحة عند الإخراج، ويشعر بتعب في المعدة، وأنه لم يتمكّن من الإخراج بالطريقة الصحيحة أو الشكل الكافي.
من الأعراض أيضاً هي الرغبة الملحة في الإخراج بشكل متكرر وملح، والنفخة والغازات والألم في البطن، وقد تشعر بعض السيدات تحديداً بألم بعد تناول الطعام على الرغم من أنها لم تشعر بذلك عند الاستيقاظ، كما تشعر بصوت هواء أو غازات صادر عن البطن.
وتعد الغازات من أكثر الأعراض التي تدل على وجود مشاكل في القولون العصبي؛ حيث من الممكن أن يتجه الشخص للمستشفى لإجراء تنظير لاعتقادهم أن هناك مشكلة معيّنة في القلب، وذلك لأن الغازات تضغط على منطقة الصدر، مما يُشعر الشخص بالتعب.
تشخيص القولون العصبي
لتشخيص المصاب بالقولون العصبي فإنه يجب أن تستمر الأعراض مدة لا تقل عن 12 أسبوعاً، وقد تصل إلى سنة، كما يجب أن تكون الأعراض مستمرة.
وتعد الخطوة الأولى هي مراجعة طبيب الجهاز الهضمي، وفي حال أكد الطبيب من إصابة الشخص بذلك فإنه يجب الحصول على حمية غذائية مناسبة، ويمكن الحصول على حمية غذائية أربع حميات – د.ربى مشربش.
ومن الأمور التي تحدد ما إذا كان الشخص مصاباً بالقولون العصبي، هو أن يشعر على الأقل باثنين من الأعراض السابقة.
ومن الأمور الأساسيّة التي يجب على الطبيب تحديدها، هو سبب الإصابة بالقولون العصبي، وذلك لمعالجة السبب نفسه والتخلص منه.
ويجب التنويه إلى أن لشخص الذي يقوم بتناول المهدئات فقط دون الحصول على الحمية الغذائية، فإنه بهذه الطريقة لا يحصل على علاج.
مراحل العلاج
تتمثل مراحل العلاج في خطوتين أساسيّتين، الأولى هي تعديل العادات الغذائية، أما الثانية فهي اتّباع حمية غذائية مناسبة أو تعديل الحمية، ويكون ذلك على النحو التالي:
تعديل العادات الغذائية
يوجد العديد من العادات الغذائية التي يجب الالتزام بها أو تعديلها، ومنها:
- تجنب الفترات الطويلة جداً بين الوجبات؛ أي من الخطأ تناول الإفطار الساعة 7 على سبيل المثال، ثم تناول الوجبة الثانية الساعة 6 مساءً.
كل الأشخاص الذين يعانون من القولون العصبي نتيجة الفراغ والساعات الطويلة بين الوجبات يزيد حدة الأعراض والمشاكل. - تناول عدة وجبات صغيرة الحجم خلال النهار، وتجنب الوجبات الكبيرة؛ أي بعد الإفطار الاستمرار بتناول القهوة والدخان والشاي والحلويّات، وبعد انتهاء العمل تناول وجبة كبيرة، ويعد ذلك من العادات الغذائية التي تزيد المشاكل.
- ممارسة الرياضة، نظراً لكون الأمعاء والقولون عبارة عن عضلة فإنه يجب تحريكها بشكل مستمر، سواءً بالرياضة أو المشي أو السباحة، وتساعد الحركة المستمرة الأشخاص الذين يعانون من مشاكل بالقولون العصبي.
- تجنب تناول كميات كبيرة من المشروبات التي تحتوي على كمية من الكافيين؛ حيث يرتبط ذلك بشكل كبير ومباشر بالقولون العصبي.
- مضغ الطعام ببطء، وتجنب تناول الطعام مع المشروبات في نفس الوقت.
- تجنب الوجبات الدسمة والتي تحتوي على كمية عالية من الدهون.
- شرب كمية كبيرة من الماء خلال النهار.
حمية مرضى القولون العصبي
يوجد العديد من الأمور التي يجب إجراء بعض التعديلات المناسبة عليها بحيث تتناسب مع حمية المصابين بالقولون العصبي، ومنها:
- تناول الحليب: يحتوي على نسبة من سكر اللاكتوز، وبدوره يؤدي إلى الانتفاخ للمصابين بالقولون العصبي، ومع العمر قد يقل إنتاج إنزيم اللاكتيز الذي يهضم هذا السكر.
ويمكن تناول الحليب الخالي من اللاكتوز، أو الحليب النباتي مثل حليب الشوفان أو اللوز أو جوز الهند، أو اللبن.
وبشكل عام فإن مرضى القولون العصبي يمكنهم تحمل 100 – 120 ملل من الحليب دون أي مشاكل. - حمية خالية من الجلوتين: يمكن اتباع هذه الحمية لفترة معيّنة؛ حيث يوجد العديد من الأشخاص الذين لا يعانون من حساسيّة القمح، ولكن لديهم مشكلة عدم تحمل الجلوتين، وبالتالي يمكنهم اتباع الحمية الخالية من الجلوتين، أو التخفيف منه.
بحيث يتم التقليل من القمح، مثل تناول البرغل والفريكة وخبز الأرز بدلاً من خبز القمح، وخبز الذرة، والمعكرونة الخالية من الجلوتين، والبطاطا. - تجنب تناول أكثر من 3 حبات من الفواكه: ينبغي أن تكون حجم الحصة ما بين 80 – 100 غرام، ويفضّل تجنب تناول الفواكه التي تحتوي على ألياف غير ذائبة، لأنها تزيد النفخة، مثل التفاح وقشر التفاح تحديداً، الاجاص والمانجا والنكتارين والبطيخ.
ويمكن تناول أصناف أخرى مثل الفراولة والكيوي والكرز والموز غير الناضج بشكل كامل، والبرتقال.
ويُنصح أن يسجّل المريض الأنواع التي تشعره بالتعب، لأن ذلك يختلف من شخص لآخر. - تجنب تناول بعض أصناف الخضار: مثل البروكلي والزهرة والملفوف والفجل والبصل والثوم؛ حيث تحتوي على ألياف غير ذائبة، وهي موجودة أيضاً في نخالة القمح، والبقوليات مثل الفول والحمص والبازيلاء.
- تناول أطعمة صحيّة: يجب ألا تحتوي على كمية عالية من الدهون، أو مقلية بزيت عميق.
- شرب كميّة كافية من السوائل: وتحديداً الماء، ويجب التقليل من المشروبات الغازية ومشروبات الطاقة، ويمكن تناول الأعشاب التي تساعد الشخص بالشعور بالراحة، مثل الزنجبيل واليانسون والميرمية، وقهوة الشعير بدلاً من القهوة العالية بالكافيين.
- اتّباع الحمية التشخيصية: يُطلق عليها اسم حمية FODMAP Diet، ويمكن التعرف عليها من هنا.
- بعض المحليّات الصناعية: كما يوجد أيضاً بعض أنواع الحلويات الصحية التي يؤدي تناولها بكثرة إلى انتفاخ وغازات.