
مرض السكري لدى الأطفال
يعد مرض السكري لدى الأطفال – النوع الأول هو حالة مرضية يتوقف فيها الجسم عن إنتاج هرمون الأنسولين، الذي بدوره يعد عاملاً أساسيّاً للحفاظ على الحياة، وبالتالي يصبح من اللازم استبدال الأنسولين الطبيعي بالحقن، ولا يعد هذا الأمر سهلاً سواءً للطفل أو الأهل، خاصةً في المراحل العمرية المبكّرة؛ حيث يكون عليهم تعلم طريقة إعطاء الحقن، ومراقبة سكر الأطفال وحساب مقدار الكربوهيدرات التي يتم تناولها.
كم تبلغ قراءة السكر الطبيعي للأطفال؟
تتراوح قراءة السكر الطبيعي للأطفال ما بين 70 – 140 ملليجرام لكل ديسيلتر، وقد تختلف هذه القراءة في بعض الأحيان اعتماداً على آخر وجبة تناولها الطفل، أو في حال تناول أيّ نوع أدوية.
أعراض السكر عند الأطفال – النوع الأول
في البداية يجب التنويه إلى أن مرض السكري لدى الأطفال – النوع الأول تظهر إما بشكل مفاجئ أو مع مرور الوقت، وفي بعض الأحيان قد لا تظهر أيّ من الأعراض عليهم، وبالتالي فإنه لا يتم اكتشافه إلا عند إجراء فحوصات الدم أو البول.
وفي حال ظهور أعراض السكر عند الأطفال فإنها تتمثل إما في التبوّل بشكل أكثر من الطبيعي، أو تبليل السرير بعد تنظيفهم تماماً، أو العطش بصورة متكررة وشرب كمية ماء أكثر من العادة، أو ظهور التعب في معظم الوقت، أو فقدان الوزن بدون سبب، ومن الجدير بالذكر أنه من الممكن ظهور أكثر من عرض واحد في ذات الوقت.
هل يمكن علاج مرض السكري لدى الأطفال – النوع الأول؟
يحتاج مرض السكري لدى الأطفال من النوع الأول إلى الحصول على العلاج والعناية مدى الحياة، بالإضافة إلى الالتزام بحمية غذائية مناسبة ويمكن لأخصائي التغذية الحصول على دورة متخصصة تساعده في التعرّف بشكل أكبر على الحميات الغذائية الخاصة بذلك.
ونتيحةً لما سبق فإنه لا يوجد علاج جذري حتى الوقت الحالي، وإنما ينبغي اتباع خطة رعاية خاصة، بحيث تحتوي على العديد من الأمور التي يجب القيام بها سواءً من قبل الوالدين أو الأطفال بشكل يومي، وذلك للحفاظ على مستوى سكر الأطفال الطبيعي.
وقد تم إعداد خطة الوقاية بالشكل الذي يتناسب مع وضع كل طفل على حدى، وذلك بهدف الحفاظ على صحته، إلا إنه وبشكل عام فإن كافة هذه الخطط تتضمن الأمور التالية:
- الحصول على جرعة الأنسولين الموصى بها من الطبيب.
- الالتزام بنظام غذائي صحي ومتوازن يتم حساب كمية الكربوهيدرات فيه، ويمكن الاستعانة بنماذج عن الحميات الغذائية المناسبة لمرضى السكري من الدرجة الأولى سواءً الأطفال أو الكبار.
- ممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم.
- فحص مستوى السكر في الدم أربع مرات يوميّاً على الأقل.
مرض السكري لدى الأطفال – النوع الثاني
يعرف هذا النوع بأنه حالة مرضيّة مزمنة تؤثر في آلية تعامل جسم الطفل مع السكر الموجود في الدم للحصول على الطاقة، ويؤدي عدم الحصول على العلاج أو الحمية الغذائية إلى اضطراب في تراكم السكر بالدم، الأمر الذي يؤدي إلى عواقب سيئة على المدى الطويل.
يرتبط هذا النوع من السكري بشكل كبير بزيادة الوزن، ونتيجةً لذلك فإنه لم يكن منتشراً حتى فترة قريبة؛ حيث إنه وبشكل عام سواءً للأطفال أو البالغين فإن الأشخاص الذين يعانون من ذلك، وخاصةً في حال ازدياد الدهون في منطقة البطن هم الأكثر عرضة لمقاومة الأنسولين، ويعد ذلك عاملاً خطيراً يؤدي للإصابة بالنوع الثاني من السكري.
أعراض سكري الأطفال – النوع الثاني
يعد التساؤل عن كيفية اكتشاف مرض السكر عند الأطفال من هذا النوع من الأمور التي تشغل أذهان الوالدين، وفي البداية فإنه يجب التنويه إلى أن الإصابه تتم بشكل متدرّج جداً، وبالتالي فقد لا تظهر له أعراض واضحة، ويمكن اكتشافه من خلال الفحص الطبي الدوري.
وبشكل عام فإن ظهور واحد أو أكثر من هذه المؤشرات تعتبر بمثابة أعراض سكري الأطفال – النوع الثاني، وعند ملاحظتها فإنه يجب إجراء فحص بشكل مباشر، وهي:
- شدة العطش.
- كثرة التبول.
- زيادة الشعور بالجوع.
- الإرهاق بشكل متكرّر.
- الرؤية الضبابيّة.
- ظهور مناطق داكنة في الجلد، وغالباً ما تظهر حول الرقم أو في الإبطين.
- فقدان الوزن، ويعد ذلك أقل شيوعاً للمصابين بهذا النوع.
كيفية اكتشاف مرض السكر عند الأطفال – النوع الثاني
في حال ظهور أحد الأعراض السابقة لدى الأطفال فإنه يجب القيام باختبار خاص، يُطلق عليه اسم اختبار تحمّل الجلوكوز الفموي؛ حيث يحصل الطفل على سائل شديد الحلاوة، وهو يتكوّن من 250 ملل من محلول شراب الجلوكوز الذي بدوره يحتوي على 75 غرام من السكر، ثم يتم قياس مستوى الجلوكوز أو السكر في الدم بعد تناوله بساعتين، وينبغي التنويه إلى أنه لا يتم استعمال هذه الطريقة أبداً لتشخيص النوع الأول من مرض السكري.
هل يمكن علاج مرض السكري لدى الأطفال – النوع الثاني؟
تتمثل طريقة علاج مرض السكر عند الأطفال من النوع الثاني بمجموعة من الممارسات التي تساعد في تجنب ارتفاع السكر في الدم، كما أنها تساعد في توفير الحياة الصحية للطفل، ومن أهمها:
اتباع نظام غذائي صحي
يعد الأساسي في علاج الطفل هو أن يحصل على حمية غذائية تضمن له تناول الطعام الصحي الذي يحتاجه، ويجب أن يحتوي على كمية مناسبة من الفواكه والخضروات والبروتينات الخالية من الدهون والحبوب الكاملة، ومن أهم الأمور التي يجب أن يتضمّنها النظام هو الحصول على كمية مناسبة من الكربوهيدرات.
يجب توعية الطفل بأهمية الحصول على السعرات الحرارية التي يحتاجها من الأطعمة الصحية، وتجنّب المشروبات السُكريّة، كما يعد من الجيّد تعليمهم طريقة قراءة مُلصقات الأطعمة، وطهيها لهم بالشكل الصحي، ويمكن لأخصائي التغذية
ممارسة التمارين الرياضية
تساعد التمارين الرياضية الأنسولين على العمل بشكل أفضل، كما أنها تساهم في تخفيض نسبة السكر في الدم، ويحتاج الطفل إلى ممارسة النشاط الرياضي يوميّاً.
أما في حال لم يكن الطفل معتاداً على ممارسة الرياضة، فإنه يجب إدخال هذا النشاط لجدوله اليومي بشكل تدريجي، ولا يشترط ممارسة نوع ثابت من الرياضة؛ فعلى سبيل المثال يمكن ممارسة المشي أو اللعب في الهواء الطلق.
فحص مستوى الجلوكوز
تتضمن خطة رعاية مريض السكري سواءً من الأطفال أو الكبار الحفاظ على النسبة الطبيعية له، وبالتالي فإنه يجب فحص الجلوكوز أو السكر بشكل يومي، وذلك من خلال استعمال مقياس جلوكوز الدم وذلك أربع مرات يوميّاً، أو من خلال جهاز مراقبة الجلوكوز المستمر – CGM الذي يتم استعماله مرتين يوميّاً صباحاً ومساءً.
وينبغي أن يقوم الطبيب الخاص بالطفل بإجراء اختبار الهيموغلوبين الغليكوزيلاتي عدة مرات في السنة؛ حيث إنه يظهر مستوى الجلوكوز في الدم خلال الأشهر الثلاثة الماضية، ويساعد ذلك في التحقق من سير خطة العلاج والتعديل عليها عند الحاجة.
نصائح لتقديم طعام صحي للأطفال المصابين بالسكري
يوجد مجموعة من النصائح التي يمكن للوالدين اتباعها لضمان حصول الطفل المصاب بمرض السكري بالطعام الصحي والمناسب لوضعه، ومن بينها:
- سجل الطعام: يساعد ذلك أخصائي التغذية في تقييم الأطعمة التي يتناولها الطفل، ومتابعة مقدار الكربوهيدرات التي يحصل عليها، وقراءة السكر قبل تناول الطعام، الأمر الذي يساعد في تحديد ما إذا كان النظام المستخدم بحاجة إلى تعديل أم لا.
- تقديم الأطعمة المنوّعة: على الرغم من وجود حمية غذائية للطفل، إلا إنه يمكن تنويع الطعام الذي يحصل عليه الطفل ما بين الحبوب الكاملة والفواكه والخضروات والبروتينات الخالية من الدهون والدهون الصحية، ويساعد ذلك الطفل في عدم الملل من الطعام.
- تجربة المأكولات الجديدة: يمكن زيارة قسم الوصفات الصحية للحصول على أفكار صحية للطعام.
مشاكل صحية مرتبطة تنتج عن الإصابة بالسكري
سواءً كان المريض من الأطفال أو من البالغين، فإن عدم الحصول على العلاج والوقاية والحمية الغذائية المناسبة يؤدي إلى ظهور بعض المشاكل الصحية الأخرى، ومن أهمها:
- أمراض اللثة: يؤدي مرض السكري إلى مشاكل في الفم، مثل أمراض اللثة وجفاف الفم، ويجب التحكم في مستوى الجلوكوز في الدم، وتنظيف الأسنان بانتظام مرتين في اليوم، ومراجعة طبيب الأسنان بشكل دوري كل سنة على الأقل.
- أمراض العين: يؤدي الإهمال في التحكم بمستوى الجلوكوز في الدم إلى حصول ضرر وضعف في البصر، وبالتالي فإنه يجب الالتزام بالعلاج والحمية الغذائية، وإجراء فحص العين مرةً سنويّاً على الأقل.
المراجع
- https://www.mayoclinic.org/ar/diseases-conditions/type-1-diabetes-in-children/symptoms-causes/syc-20355306
- https://kidshealth.org/en/parents/type1.html
- https://www.kidshealth.org.nz/diabetes-children-overview
- https://kidshealth.org/en/parents/treating-type2.html
- https://www.kidshealth.org.nz/diabetes-children-overview
- https://www.mayoclinic.org/tests-procedures/glucose-tolerance-test/about/pac-20394296
- https://www.mayoclinic.org/ar/diseases-conditions/type-2-diabetes-in-children/symptoms-causes/syc-20355318
- https://kidshealth.org/en/parents/meal-plans-diabetes.html
- https://www.cdc.gov/diabetes/prevent-type-2/type-2-kids.html
- https://www.niddk.nih.gov/health-information/diabetes/overview/preventing-problems