الأورام الليفية الرحمية هي أورام حميدة تنشأ من الأنسجة العضلية الملساء للرحم وهي أكثر الأورام شيوعًا لدى النساء. ونظرًا لارتفاع معدل انتشارها، وتكاليف نظام الرعاية الصحية وتأثيرها الكبير على نوعية حياة المرأة، فإنها تشكل مصدر قلق كبير على الصحة العامة.
ما هو تليف الرحم؟
الأورام الليفية الرحمية (Uterine fibroids) ، والمعروفة أيضًا باسم الورم العضلي الأملس، هي أورام حميدة تنشأ من الأنسجة العضلية الملساء للرحم. وهي تتكون من كمية كبيرة من مادة خارج الخلية تحتوي على فيبرونكتين والكولاجين والبروتيوغليكان.
تُحاط الأورام الليفية بمحفظة كاذبة تحتوي على الكولاجين المضغوط والألياف العضلية والأوعية الدموية والألياف العصبية. ويزداد انتشارها مع التقدم في السن، ويبلغ ذروته في العقدين الرابع والخامس من العمر.
ويتأثر بعوامل مثل العرق والتاريخ العائلي والتعرض الهرموني. كونها أورامًا تعتمد على هرمون الاستروجين، فإن حدوثها قبل بدء الحيض أمر نادر الحدوث ويتناقص حجمها بشكل عام بعد انقطاع الطمث. يعد التحديد الدقيق لمدى انتشار الأورام الليفية بين السكان أمرًا صعبًا، حيث يظل عدد كبير بدون أعراض ولا يتم تشخيصه. اعتمادًا على عدد السكان، تشير الدراسات إلى أن 5.4% إلى 77% من المرضى لديهم أورام ليفية.
في حوالي 30% من الحالات تكون الأورام العضلية الملساء مصحوبة بأعراض. تشمل عوامل الخطر لـ Uterine fibroidsالعمر، وانخفاض التكافؤ، والحيض المبكر، والسكري، والسمنة، ومتلازمة المبيض المتعدد الكيسات (PCOS) والعرق الأفريقي. هناك عدد من العوامل قد تفسر زيادة حدوث Uterine fibroids لدى النساء السود، بما في ذلك ارتفاع مستويات هرمون الاستروجين في الدم وزيادة خطر زيادة الوزن أو السمنة مقارنة بالنساء البيض. بالإضافة إلى ذلك، فإن الاختلافات في التعبير الجيني، والتعرض العالي للإجهاد المزمن، وسوء التغذية، والاستخدام المتكرر لأدوات تمليس الشعر، فضلاً عن التعرض البيئي والمهني قد يؤثر أيضًا على حدوث Uterine fibroids.
أسباب تليف الرحم
- الهرمونات: عندما تكون مستويات هرمون الاستروجين والبروجيستيرون مرتفعة بسبب الحمل أو حبوب منع الحمل على سبيل المثال، يزداد معدل نمو الاورام الليفية بالرحم، وتتقلص عند استخدام مضاد للهرمون، كما أنها تتوقف عن النمو مرة واحدة عندما تصل المرأة إلى سن اليأس.
- السن: الياف الرحم تصبح أكثر شيوعاً عند النساء خلال الثلاثينات والأربعينات.
- تاريخ العائلة: إذا كانت الوالدة لها تاريخ مرضي سابق بالأورام الليفية؛ فيكون خطر الإصابة للابنة ثلاث مرات أكثر من غيرها.
- السمنة المفرطة: النساء اللاتي يعانين من زيادة الوزن أكثر عرضة للإصابة، واللاتي يعانين من السمنة المفرطة يكون خطر الإصابة 2-3 مرات أكتر من المتوسط.
- العادات الغذائية: الإكثار من تناول اللحوم الحمراء مثل لحم البقر والخنزير، وعدم تناول كميات كافية من الألياف (الخضار والفواكة) يرتبط مع ارتفاع خطر الإصابة.
الخضار والفواكة
تشير العديد من الدراسات إلى وجود علاقة بين النظام الغذائي الغني بالخضروات والفواكه وخطر الإصابة بالأورام الليفية الرحمية. تمتلك المواد الكيميائية النباتية “Phytochemicals”، وهي مركبات موجودة في النباتات، خصائص وقائية من الأمراض وتساهم أيضًا في إعطاء اللون للنبات. المواد الكيميائية النباتية وفيرة في الفواكه والخضروات والحبوب والفاصوليا والمكسرات والبذور. وتشمل المواد الكيميائية النباتية، من بين أمور أخرى، مركبات الفلافونويد والكاروتينات والبوليفينول. تُعرف هذه المركبات بقدرتها على تنظيم تكاثر الخلايا والالتهابات والتليف وموت الخلايا المبرمج وتولد الأوعية.
منتجات الألبان والأجبان
منتجات الألبان هي منتجات غذائية خام أو مصنعة مصنوعة من الحليب. تحتوي منتجات الألبان على العديد من المعادن والفيتامينات، بما في ذلك الكالسيوم والمغنيسيوم وفيتامين د، والتي قد تكون مسؤولة عن آثارها في تثبيط تكون الأورام والالتهابات. وجد في دراسة استطلاعية أجريت على النساء السود، لاحظت أن تناول كميات أكبر من منتجات الحليب يقلل من خطر الإصابة بالأورام الليفية الرحمية. وفي دراسة أخرى وجد أن استهلاك الزبادي وزيادة تناول الكالسيوم يقلل من خطر الأورام الليفية.
ومع ذلك، فإن تأثير منتجات الألبان بشكل عام على حدوث الأورام الليفية لم يكن واضحا. في المقابل، هناك دراسة أجريت على سكان الصين تبين أن زيادة استهلاك الحليب وفول الصويا يزيد من خطر الأورام الليفية الرحمية. ومن المهم أن نلاحظ، مع ذلك، أن هذه الدراسة لم تميز بين استهلاك الحليب وفول الصويا. ونظرًا لمحدودية البيانات المتاحة، هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث لتوضيح تأثير منتجات الألبان على الأورام الليفية الرحمية.
الصويا
تعد الأطعمة المشتقة من فول الصويا والصويا مصدرًا رئيسيًا للبروتين للعديد من الأشخاص في جميع أنحاء العالم. غني بالديدزين والجينيستين، ويحتوي فول الصويا على الايسوفلافون، وهي مركبات نباتية فينولية غير الستيرويدية وهي من أكثر المواد الاستروجينية.
تنتمي هذه الايسوفلافون إلى مجموعة فيتويستروغنز مع تشابه هيكلي مع 17β-استراديول. تم الافتراض بأن تناول كميات كبيرة من الأطعمة التي تحتوي على بروتين الصويا قد يكون له تأثير على نظام الغدد الصماء، وكذلك على انتشار ونمو الأورام الليفية. ومع ذلك، فإن البيانات الموجودة حول هذا الموضوع لا تزال محدودة. حققت دراستان في العلاقة بين مستويات الايسوفلافون البولية وخطر الأورام الليفية الرحمية. في الدراسة الأولى، أظهر المرضى الذين يعانون من تليف الرحم مستويات مرتفعة من إنتولاكتون البول، ولكن لم يكن هناك ارتباط ملحوظ بين جينيستين البولية، والدايدزين، والإيكول (منتج أيضي للبكتيريا المعوية)، والإيسوفلافون الكلي أو الاستروجين النباتي والأورام الليفية الرحمية.
على العكس من ذلك، في دراسة حديثة عن النساء في الولايات المتحدة، حددت وجود علاقة إيجابية بين تركيز مستقلبات الايسوفلافون في البول والأورام الليفية الرحمية، مع إظهار الإيكول التأثير الأكثر أهمية. أجريت تحاليل التلوي لتقييم تأثير المنتجات المشتقة من الصويا على انتشار الأورام الليفية الرحمية. شمل هذا التحليل دراسات حول استهلاك منتجات الصويا عند الرضع وكذلك عند النساء البالغات. استنادا إلى دراسات الرضع، وجد أن حليب الصويا يزيد من خطر الإصابة بالأورام الليفية بنسبة 35٪. بين البالغين، ارتبط استهلاك كميات كبيرة من منتجات الصويا بزيادة قدرها 92٪ في خطر الإصابة بتليف الرحم.
دور النظام الغذائي في الوقاية من تليف الرحم
يلعب النظام الغذائي دوراً حاسماً في الحفاظ على الصحة والوقاية من العديد من الأمراض. تشير الأبحاث الحالية إلى أن عادات الأكل التي تعتبر صحية بشكل عام، مثل زيادة استهلاك الخضار والفواكه أو مكملات فيتامين د، قد تؤثر بشكل إيجابي على حدوث الأورام الليفية الرحمية.
يجب أن يكون التثقيف الغذائي عنصرًا من عناصر الوقاية والعلاج لجميع المرضى، بما في ذلك أولئك الذين يعانون من مرض تليف الرحم أو المعرضون لخطر الإصابة به. تعد الدراسات العشوائية واسعة النطاق ضرورية لفهم تأثير التغذية بشكل أفضل على التسبب في المرض وحدوث تليف في الرحم في هؤلاء السكان. يعد إجراء دراسات مقارنة أمرًا مهمًا لتطوير طرق فعالة للوقاية من تليفات الرحم باستخدام العناصر الغذائية أو المكملات الغذائية.
بعض النصائح لمرضى تليف الرحم
- تجنب منتجات الصويا مثل حليب الصويا
- تجنب السكريات والأطعمة العالية بالسكر مثل العصائر الجاهزة والمشروبات الغازية
- شرب الشاي الأخضر لأنه يحتوي على مضادات الأكسدة
- الإكثار من تناول الخضراوات خاصة الخضار الورقية (4-5 حصص يومياً)
- تناول الفواكة خلال اليوم (2-3 حصص يومياً)
- تناول اللحوم والدجاج والأسماك القليلة بالدهون
- زياذة النشاط البدني خلال اليوم